(( جامع نفحون القديم ))
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
أما بعد : فإن المساجد منارات الهدى في الأرض لبني البشر، ويكفيها شرفاً ومنزلة أن الله سبحانه وتعالى أضافها إلى نفسه وذاته العلية، ليكتسب بنّاؤها وعمّارها عظيم ثناء الله عليهم , قال تعالى مادحاً لهم :{ إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين } التوبة/18، ، ويوصف ـ من وجه آخر ـ خرّابها وهدّامها بأشنع الصفات وأقبحها , قال سبحانه ذاماً لهم { ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين، لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم }. البقرة/144.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المساجد بيوت الله تضيء لأهل السماء كما تضيء النجوم لأهل الأرض ".
فمن هذا المنطلق قررت كتابة بعض الأسطر عن جامع نفحون القديم لإعادة إحياءه بعد هجره و إهماله .
أولاً تأسيسه و عمارته :
جامع نفحون من أقدم الجوامع بالمنطقة تأسس قبل ثلاثمائة سنة تقريبا و كان أخر تجديد له بتاريخ 15 / 3 / 1379هـ . و قد هُجر لم يعد أحد يصلي فيه مع أنه قد بنيت مساجد بالقرب منه فكان الأولى و الأحق بالصلاة فيه من غيره من المساجد لأنه قد مبني على تقوى وقد تعبد فيه كثير من الصالحين . كان من المفروض أن يحيا و يعمر بالعبادة , لكن تُرك و هجر حتى سار عرضة للحيوانات تنتهك حرمته , مع أنه مازال شديد البنيان وصالح للعبادة فيه .
ثانياً موقع الجامع :
يقع الجامع القديم أسفل العتمة من الجهة الشرقية في جول آل عفيف بالقرب من دار عبدالله بن يسلم بن عفيف .
ثالثاً مكانة الجامع :
قد تولى إمامة الجامع آل باحليوة ممن كان يحمل العلم الشرعي و المتبحر في الفقه هذا ما جعل الجامع له ميزة خاصة عن غيره , فالكتب و المخطوطات التي في الجامع شاهد على أن الجامع قد حظي بالعناية التامة , و قد حاز على أنوار المتعبدين فيه مما جعله من أشرف الأماكن .
رابعاً صداق الجامع :
تحدثت مع كثير من أبناء المنطقة ممن كان قد صلى فيه فأخبرني بأن الجامع القديم له مال مخصص من الصداق و الكل يعرف ذلك و يعترف بالصداق الخاص بجهة الجامع القديم سواء كان للأثاث أو الإمامة أو الأذان أو جلب الماء أو غير ذلك , أين ذهبت تلك الأموال لو حصرت و جمعت لعادت ترميمه و تجديده من جديد .
خامساً هجره و إهماله :
قد هجر الجامع و أهمل بعد بناء جامع نفحون الجديد وبعد رحيل آل باحليوة عن المنطقة , وبناء مساجد بالقرب منه , فمرت السنين بعد السنين و لا أحد من أهل المنطقة يعتني به بل قد أضاعوا مستحقاته , هذا ما جعلني أتعهده مع بعض الإخوان من أجل الاعتناء به و إحياء أجر من عمره و تعبد فيه و تصدق عليه , ليستمر الأجر و الثواب و المنفعة و نور العبادة , وقد اقترحنا مقترحات .
سادساً المقترحات :
للعلم أن الجامع قد استغني عنه من حيث الصلاة فيه بمساجد حديثة . لكن يمكن إحياء الجامع للعلم و المعرفة , فمن هذا المنطلق نقترح إعادة ترميم الجامع القديم للأماكن المحاجة للترميم ثم فتح حلقات تعليم القرآن الكريم و مهمات أمور الدين للنساء و البنات .
سابعاً إعادة مستحقات الجامع :
في حالة إعادة ترميم الجامع و استخدامه لحلقات القرآن الكريم و العلم الشرعي . يتم البحث عن الصداق المخصص للجامع و إنشاء صندوق له , و ترتيب و تنظيم حساباته و نفقته على حلقات القرآن الكريم و العلم الشرعي . بهذا يكون قد أعيد إحياء الجامع القديم بعد هجره و إهماله .
ختاماً :
ادعوا إخواني و آبائي من أبناء المنطقة للنظر في إعادة إحياء الجامع القديم , فالإسلام يدعوا للمحافظة على أماكن العبادة و العلم لما لها من مكانة عظيمة , فقد قامت المساجد خلال تاريخ المسلمين الطويل بعدة أدوار حضارية، كان أهمها في مجال التعليم والتوعية، حتى أصبح التعليم بمختلف مناهجه ومراحله جزءاً لا يتجزأ من رسالة المسجد في كل عصر ومكان... بل نستطيع القول: إن المدارس النظامية ما هي إلا ربيبة المساجد ورضيعة المحاريب .
كتبه راجي عفو ربه الأجل : سليمان بن يحيى بن عبدالله الأهدل
بتاريخ 29 / 2 / 1436هـ الموافق 22 / 12 / 2014م